أصبحت الشعارات سمة أساسية من سمات الحياة السياسية والاجتماعية في مصر منذ ثورة 25 يناير وتداعياتها، حيث وُظِّف الشعار للتعبير عن الرغبة في رحيل النظام السياسي والتركيبة الاجتماعية غير العادلة.
تعددت المفاهيم والتعريفات المختلفة للشعار بتعدد مجالات الحياة في المجتمعات، وتأثرت بتخصصات واضعي هذه التعريفات، ففي المجال الاقتصادي، تم الربط بين الشعار والترويج للمنتجات، وفي المجال الاجتماعي، تم الربط بين الشعار والمعايير الاجتماعية، وفي المجال الديني، تم الربط بين العقائد والشرائع الدينية والشعار، وفي المجال السياسي، تم الربط بين الأيديولوجية الفكرية والسياسية وبين الشعار.
وقد شهد العالم العربيّ قفزة كبيرة في دور وسائل التواصل الاجتماعي، حيث لعبت رسائل فيس بوك وتغريدات تويتر دورًا كبيرًا في التمهيد للثورة، والتحريض عليها والتحفيز على مواصلتها، وجاءت تسمية الثورة المصريّة باسم (ثورة الفيس بوك) لتعكس قناعة قويّة بالدور المحوريّ لوسائل التواصل الاجتماعيّ في إشعالها. ومنها صياغة الشعارات ونشرها، كما أنّ هذه الوسائل قدّمت فضاءً تواصليًّا رحبًا، أتاح لخطاب الثورة بحججه وقناعاته الوصول إلى شريحة ضخمة من الشباب، ومن ثمَّ لعبت دورًا مؤثّرًا في خلق وعي ثوريّ.
ولكون الدعوة للأحداث تمت من خلال شبكات التواصل، مع تجاهل تام من وسائل الإعلام الرسمية الخاضعة لسيطرة الدولة؛ بحث الشباب عن إعلام بديل يقدم من خلاله الشعارات التي تعبر عن مطالب الثورة وأهدافها، وأصبحت المواقع الاجتماعية مجالًا للتعبير عن هذه الشعارات. وقد تطورت الشعارات مع تطور الموقف. ففي مرحلة الدعوة للثورة، ظهرت شعارات الإصلاح والمطالبة بحقوق اجتماعية واقتصادية ثم تطورت بعد اشتعالها إلى إسقاط النظام ثم في مرحلة ما بعد سقوط النظام للتعبير عن الإصرار على مطالب الثورة.
وقد جاءت هذه الدراسة لتحليل الشعارات السياسية المقدمة في الموقعين الاجتماعيين (فيس بوك- تويتر) خلال ثورة 25 يناير في الفترة من 25 يناير 2011 وحتى انتخاب رئيس للدولة في 30 يوني
كتاب
الشعارات السياسية دراسة نظرية وتطبيقية - سامح شريف
تحميل الكتاب
روابط بديلة
الوصف
عرض التعليقات
لا توجد تعليقات!
إضافة تعليق